کد مطلب:354852 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:225

هنا هو لماذا شاور النبی أصحابه ما هو الهدف من مشورته لهم
الجواب:

فی هذه الأقوال لكبارالمفسرین من إخوتنا أبناء المذهب السنی. قال الفخر الرازی: «المسأله الثانیه الفائده فی أنه تعالی أمر الرسول بمشاورتهم وجوه: الأول: أن مشاوره الرسول صلی الله علیه و اله وسلم إیاهم توجب علو شأنهم ورفعه درجتهم وذلك یقتضی شده محبتهم له وخلوصهم فی طاعته ولولم یفعل ذلك لكان ذلك إهانه بهم فیحصل سوء الخلق والفظاظه. الثانی: أنه علیه السلام وان كان أكمل الناس عقلا إلا أن علوم الخلق متناهیه فلا یبعد أن یخطر ببال إنسان من وجوه المصالح ما لا یخطر بباله لا سیما فیما یفعل من أمورالدنیا فإنه علیه السلام قال أنتم أعرف بامور دنیاكم وأنا أعرف باموردینكم. ولهذا السبب قال علیه السلام: (ما تشاورقوم قط إلا هدوا لأرشد أمرهم). الثالث: قال الحسن وسفیان بن عیینه إنما أمر بذلك لیقتدی به غیره فی المشاوره ویصیر سنه فی أمته. الرابع: أنه علیه السلام شاورهم فی واقعه أحد فاشاروا



[ صفحه 20]



علیه بالخروج وكان میله إلی أن یخرج فلما خرج وقع ما وقع فلو ترك مشاورتهم بعد ذلك لكان ذلك یدل علی أنه بقی فی قلبه منهم بسبب مشاورنهم بقیه أثر فامره الله تعالی بعد تلك الواقعه بأن یشاورهم لیدل علی أنه لم یبق فی قلبه أثر من تلك الواقعه. الخامس: وشاورهم فی الأمر لا لتستفید منهم رأیا وعدما لكن لكی تعلم مقادیر عقولهم وافهامهم ومقادیر حبهم لك واخلاصهم فی طاعتك فحینئذ یتمیز عندك الفاضل من المفضول فبین لهم علی قدرمنازلهم. السادس: وشاورهم فی الأمر لا لأنك محتاج إلیهم ولكن لأجل أنك إذا شاورتهم فی الأمر اجتهد كل واحد منهم فی استخراج الوجد الأصلح فی تلك الواقعه فتصیر الأرواح متطابقه متوافقه علی تحصیل أصلح الوجوه فیها وتطابق الأرواح الطاهره علی الشیء الواحد مما یعین علی حصوله وهذا هو السر عند الاجتماع فی الصلوات وهو السر فی أن طوه الجماعه أفضل من صلاه المنفرد. السابع: لما أمر الله محمدا علیه السلام بمشاورتهم ذل ذلك علی أن لهم عند الله قدرا وقیمه فهذا یفید أن لهم قدرا عند الله وقدرا عند الرسول وقدرا عند الخلق. الثامن: الملك العظیم لا یشاورفی المهمات العظیمه الا خواصه والمقربین عنده فهؤلاء لما اذنبوا عفا الله عنهم فربما خطر



[ صفحه 21]



ببالهم أن الله تعالی وان عفا عنا بفضله إلا أنه ما بقیت لنا تلك الدرجه العظیمه فبین الله تعالی أن تلك الدرجه ما انتقصت بعد التوبه بل أنا أزید فیها وذلك أن قبل هذه الواقعه ما أمرت رسولی بمشاورتكم وبعد هذه الواقعه أمرته بمشاورتكم لتعلموا أنكم الأن أعظم حالا مما كنتم قبل ذلك والسبب فیه أنكم قبل هذه الواقعه كنتم تعولون علی أعمالكم وطاعتكم والان تعولون علی فضلی وعفوی فیجب أن تصیر درجتكم ومنزلتكم الآن أعظم مما كان قبل ذلك لتعلموا أن عفوی أعظم من عملكم وكرمی أكثر من طاعتكم والوجوه الثلاثه الأولی مذكوره والبقیه مما خطر ببالی عند هذا الموضع والله أعلم بمراده وأسراركتابه» [1] .

وقال ابن كثیر: «(فاعف عنهم و استغفر لهم و شاورهم فی الامر) و لذلك كان رسول الله صلی الله علیه و اله وسلم یشاورأصحابه فی الأمر إذا حدث تطییبا لقلوبهم لیكون أنشط لهم فیما یفعلونه» [2] .

وقال السیوطی: «وأخرج سعید بن منصوروابن المنذروابن أبی حاتم والبیهقی فی سننه عن الحسن فی قوله (و شاورهُم فی الأمر) قال قد



[ صفحه 22]



علم الله أنه ما به إلیهم من حاجه ولكن أراد أن یستن به من بعده. وأخرج ابن جریر وابن المنذروابن أبی حاتم عن قتاده فی قوله (وشاورهُم فی الأمر) قال أمر الله نبیه أن یشاورأصحابه فی الأموروهویأتیه وحی السماء لأنه أطیب لأنفس القوم وان القوم إذا شاور بعضهم بعضا وأرادوا بذلك وجه الله عزم لهم علی رشده» [3] .

وقال الزمخشری: «(وشاورهُم فی الأمر) یعنی فی أمر الحرب ونحوه مما لم ینزل علیك فیه وحی لتستظهر برأیهم ولما فیه من تطییب نفوسهم والرفع من أقدارهم وعن الحسن رضی الله عنه قد علم الله أنه ما به إلیهم حاجه ولكنه أراد أن یستن به من بعده وعن النبی صلی الله علیه وعلی آله وسلم (ما تشاورقوم قط إلا هدوا لأرشد أمرهم). وعن أبی هریره رضی الله عنه ما رأیت أحدا أكثر مشاوره من أصحاب الرسول صلی الله علیه وآله وسلم وقیل كان سادات العرب إذا لم یشاوروا فی الأمرشق علیهم فأمر الله رسوله صلی الله علیه و اله وسلم بمشاوره أصحابه لئلا یثقل علیهم استبداده بالرأی دونهم وقرء (وشاورهم فی بعض الأمر)» [4] .



[ صفحه 23]



وقال البغوی: «وقال مقاتل وقتاده أمر الله تعالی بمشاورتهم تطییبا لقلوبهم فإن ذلك أعطف لهم علیه وأذهب لأضغانهم فإن سادات العرب كانوا إذا لم یشاروا فی الأمرشق ذلك علیهم وقال الحسن قد علم الله عز وجل أنه ما به إلی مشاورتهم حاجه ولكنه أراد أن یستن به من بعده أخبرنا أبوطاهر المطهر بن علی بن عبید الله الفارسی قال أخبرنا أبوذرمحمد بن إبراهیم بن علی الصالحانی أخبرنا عبد الله بن محمدبن جعفر» [5] .

وقال البیضاوی: «(وشاورهُم فی الأمر) أی فی أمر الحرب إذ الكلام فیه أو فیما یصح أن یشاور فیه استظهارا برأیهم وتطییبا لنفوسهم وتمهیدا لسنه المشاوره طأمه» [6] .

وقال الطبری: «بقوله (و شاورهم فی الامر) بمشاوره أصحابه فی مكاید الحرب وعند لقاء العدوتطییبا منه بذلك أنفسهم وتألفا لهم علی دینهم ولیروا أنه یسمع منهم ویستعین بهم وان كان الله عزوجل قد



[ صفحه 24]



أغناه بتدبیره له أموره وسیاسته إیاه وتقویمه أسبابه عنهم. ذكر من قال ذلك حدثنا بشر قال ثنا یزید قال ثنا سعید عن قتاده قوله وشاورهم فی الأمر فإذا عزمت فتوكل علی الله إن الله یحب المتوكلین أمرالله عز وجل نبیه صلی الله علیه وآله وسلم أن یشاورأصحابه فی الأموروهویأتیه وحی السماء لأنه أطیب لأنفس القوم وان القوم إذا شاوربعضهم بعضا وأرادوا بذلك وجه الله عزم لهم علی أرشده. حدثت عن عمارقال ثنا بن أبی جعفر عن أبیه عن الربیع وشاورهم فی الأمرقال أمر الله نبیه صلی الله علیه وآله وسلم أن یشاورأصحابه فی الأموروهویأتیه الوحی من السماء لأنه أطیب لأنفسهم. حدثنا بن حمید قال حدثنا سلمه عن بن إسحاق وشاورهم فی الأمر أی لتربهم أنك تسمع منهم وتستعین بهم وان كنت عنهم غنیا تؤلفهم بذلك علی دینهم وقال اخرون بل أمره بذلك فی ذلك وان كان له الرأی وأصوب الأمورفی التدبیر لما علم فی المشوره تعالی ذكره من الفضل ذكر من قال ذلك حدثنا بن وكیع قال ثنا أبی عن سلمه بن نبیط عن الضحاك بن مزاحم قوله وشاورهم فی الأمر قال ما أمرالله عزوجل نبیه صلی الله علیه وآله وسلم بالمشوره إلا لما علم فیها من الفضل حدثنا القاسم قال حدثنا الحسین قال حدثنا



[ صفحه 25]



معتمر بن سلیمان عن إیاس بن دغفل عن الحسن ما شاورقوم قط إلا هدوا لأرشد أمورهم» [7] .

لقد اتضح لك أخی العزیز السبب الذی من أجله كان النبی یستشیر أصحابه لكی یطیب خاطرهم فقط ووضح أنه غیر محتاج لرأیهم فكیف نتمسك بهذه الشوری كدلیل أنها شرط فی اختیار الحاكم.


[1] التفسير الكبير للرازي، ج 9، ص، 54.

[2] تفسير ابن كثير، ج 1، ص 421.

[3] الدر المنثور للسيوطي، ج 2، ص 358.

[4] الكشاف للزمخشري، ج 1، ص 459.

[5] تفسير البغوي، ج 1، ص365.

[6] تفسير البيضأوي، ج 2، ص 108.

[7] تفسير الطبري، ج 4، ص 152.